تفاصيل المدونة

مهارات التيسير

تمهيد،

في التعليم بصفة عامة، يتعلم الطفل ما يلقنه له المعلم بدون أن يضيف هو شيئا من خبراته لأنه ببساطة لم يكونها بعد. أما عند تعليم الكبار فهناك دائما خبرات متراكمة عند المتلقين والتي لا يمكن إغفالها بل وتؤثر على مدى تقبل المتلقي لما يعرض عليه. والمدربون عموما يقابلون مثل هذه المواقف عندما يتصدون لتنفيذ برامج تدريبية لمجموعة من العاملين في المؤسسات المختلفة وعلى كافة المستويات.

من هنا فإن أفضل طرق تزويد المتلقين بالمعارف الجديدة هو طريق تيسير وصول المعلومة وتشجيع المتلقين للبحث عنها خارج قاعات التدريب.  وهناك مبادئ لذلك نذكرها فيما يلي.

 

المبدأ الأساسي

يتعلم الكبار بصورة أفضل عندما يتم تطبيق مبادئ تعلم الكبار على كل من المحتوى والإجراءات. وهنا يكون دور الميسر هو الإرشاد  وليس  التحكم في عملية التعلم.

مبادئ رئيسية

  • المعنى الشخصي: يتعلم الكبار بصورة أفضل عندما يتبين لهم أن ما يقدمون على تعلمه له معنى بالنسبة لهم. فالتعلم هنا سوف يتعاظم عندما يعلم الكبار أن ما يتعلمونه سوف يبني على ويضيف إلى خبراتهم ومعارفهم المكتسبة. فهم في الأغلب يرغبون في معرفة كيف يمكن استخدام ما يتعلمونه أو توظيفه لخدمة أدائهم للمهام الموكلون بها. تؤثر الخبرة السابقة للمشاركين على مدى تفهمهم وتقديرهم لما يعرض. لذا يجب أخذ الخبرات السابقة للمشاركين في الاعتبار عند تصميم البرنامج وكذا أثناء تنفيذه.
  • الظروف المعاونة على التعلم: يتعلم الكبار أفضل في الظروف والأجواء التي تساعدهم على اكتساب المعارف في يسر وأمان، أي في البيئة المواتية الآمنة. فمثل هذه البيئة تنمي الإحساس بتقدير الذات، وفي حرية التعبير، وفي احترام الخصوصية، وتقبل الاختلافات. وعندما تحدث الأخطاء فإنها تعد فرصا جديدة للتعلم.
  • المسئولية الذاتية: يتعلم الكبار عندما يتحملون مسئولية تحصيل ما يشاركون فيه خلال جميع مراحل حلقة العمل. ومن الأهمية بمكان الحصول على فرص المشاركة في تحديد احتياجاتهم التدريبية وتحديد الأهداف المرجوة من التدريب. كذلك في توفير الوقت الكافي لتقييم ما يعرض عليهم وفي تلقي وإعطاء التغذية المرتجعة عما يتعلمون، بحيث تتم تنمية الإحساس بملكية النتائجمع تحمل المسئولية تجاهها.
  • أنماط التعلم: هناك عدة أنماط لتعلم الكبار. لكن المؤكد أن الكبار يتعلمون أفضل إذا ما قام التعلم على أساس استخدام أكثر من وسيلة أو اعتماد أكثر من نمط. فالعمل بصورة فردية وكذا بصورة جماعية يضمن توافر أكثر من نمط للتعلم. كما وأن استخدام نمط التركيز حول الفرد المتعلم يشجع الكبار على البحث والتجريب بدلا من الاكتفاء بدور المتلقي. ومن المؤكد أنه يتعاظم التعلم عندما يتاح للمشاركين فرص التجريب لمهارات وأدوات جديدة. والنجاح يكون حافزا هاما لمزيد من التعلم. لذا يجب أن يشتمل تصميم البرنامج على فرص لاكتساب المزيد من المهارات.
  • دعم الثقة بالنفس: يرسخ التعلم الشعور بالثقة في النفس لدى الكبار مما يستلزم استنباط رغبات المشاركين في إضافة المزيد إلى معلوماتهم ومهاراتهم. لذا فإنه يجب الحرص على إعطاء المشاركين الفرصة للتعبير عن أحاسيسهم في جو بناء للتعلم. وعلى الميسر أن يتعامل مع هذه الأحاسيس باحترام وبحساسية. ذلك لأن الأحاسيس مورد أساسي للمعلومات لدى المشاركين.
  • توافق تصميم المادة العلمية مع الاحتياجات والاهتمامات: يتعلم الكبار بصورة أكبر عندما يتفق ما يعرض مع ما يلبي احتياجاتهم واهتماماتهم، لا يتعدى قدراتهم ولا يقل عنها بكثير. وتزداد فرص التعلم طالما سارت عملية التعلم في يسر وسهولة وتم تصميمها بما يفي بالاحتياجات المتعاظمة للمشاركين. الحلول التي يبحث عنها المشاركون لمشكلاتهم اليومية في العمل تتأتى من الفهم والتحليل لما يعرض عليهم. لذا فإن التدخلات التي يشتمل عليها البرنامج يجب أن تتفق وظروف العمل اليومي للمشاركين.

 

  • التقييم المستمر للانطباعات: يتعلم الكبار بصورة أفضل عندما يقوم على مبدأ"التعلم من خلال العمل". لذا يجب شمول عملية التعلم على الوقت الكافي لقياس الانطباعات وتقييم ما يمر به المشاركون. وعندما يقاس التعلم من خلال الانطباعات فإنه يكون على المتعلم أن يطبق ما يعرض عليه على ظروف عمله الحقيقية.

 

الأداة الرئيسية التي يجب أن يعتمد عليها الميسر في توصيل المعلومة هي ما جاء به ديفيد كولب وأطلق عليه مسمى التعلم التجريبي  فالبداية هي البناء على الخبرة المتوفرة لدى المشاركين ، فتتكون انطباعات جديدة لديهم يستثمرها الميسر للسؤال عنها وعن معناها بالنسبة للمشاركين ليصل إلى السؤال الأهم وهو كيف ينوي المشاركون استغلال ما تعلموه في تطوير أدائهم.

المراجع :

التعلم التجريبي لديفيد كولب.

دليل مهارات التيسير – هانئ أحمد توفيق