يرتبط التطوير الحالي في جميع مجالات أنشطة الأفراد بالاحتياجات المتزايدة لجودة المنتج (السلعة/الخدمة). وترتبط جودة المنتجات بتأثير أساسي ينتمي إلى تخطيط الجودة (Quality planning). يُعرّف تخطيط الجودة وفقًا لمصطلحات المواصفة ISO 9000 بأنه "جزء من إدارة الجودة التي تركز على تحديد أهداف الجودة وتحديد العمليات التشغيلية الضرورية والموارد ذات الصلة لتحقيق أهداف الجودة". ويعرف تخطيط الجودة بأنه مهمة تحديد العوامل المهمة للمشروع وتحديد كيفية تلبية تلك العوامل. تتضمن بعض الخطوات الشائعة في العملية معرفة المسؤوليات وتحديد الخطوط العريضة للوثائق وفهم الإجراءات والتصميم والمراقبة.
يمثل تخطيط الجودة العديد من الأنشطة التي تحدد الجودة الناتجة، وعلى سبيل المثال، يتم تضمين هذه الأنشطة الجزئية في تخطيط الجودة:
1. تحديد أهداف الجودة وتطويرها في المنظمة.
2. تخطيط خصائص جودة المنتج (تطوير المنتجات، والتي تلبي متطلبات العملاء وأصحاب المصلحة الآخرين).
3. معالجة خطة الجودة.
4. تخطيط الطرق، والتي سيتم استخدامها لتحقيق جودة المنتج المطلوبة.
5. عمليات تخطيط الجودة (تطوير العمليات، والتي ستكون قادرة على ضمان جودة المنتج المطلوبة والتحقق من قدرتها).
6. تخطيط الأفعال/الإجراءات الوقائية للمشاكل المحتملة يقلل إلى الحد الأدنى.
7. تخطيط طرق المنتج وقياس جودة العملية ومراقبتها.
8. تخطيط نظم القياس والتحقق من ملاءمتها.
9. تخطيط جمع البيانات وسجلات الجودة المطلوبة، إلخ.
يتحقق تخطيط الجودة خاصة في مراحل ما قبل الإنتاج، وتحدد الأنشطة في هذه المراحل حول رضا العملاء والقدرة التنافسية للمنتجات وأرباح المؤسسة. على الرغم من أن مرحلة الإنتاج السابقة كانت تعتبر مرحلة أساسية لجودة المنتج، إلا أنه من المعترف به حاليًا أن مراحل ما قبل الإنتاج تساهم في جودة المنتج النهائية بنسبة تقارب ثمانين بالمائة، وتتأثر هذه الحالة بشكل كبير بالتعقيد المتزايد للمنتجات الحالية والتقنيات المستخدمة وظروف السوق التنافسية ومتطلبات العملاء المحسنة. وترتبط أهمية تخطيط الجودة بمراحل ما قبل الإنتاج، حيث تنشأ حالات عدم المطابقة أكثر بكثير من مراحل الإنتاج وغيرها. إضافة إلى ذلك، إزالة عدم المطابقة خلال مراحل ما قبل الإنتاج أرخص بكثيرمن إزالتها بعد إطلاق الإنتاج. ومع ذلك، حتى الآن لا تولي العديد من المنظمات اهتماما كافيا لهذه المراحل. غالبًا ما يكون هناك نقص في الوقت والمال لمعالجة التصميم وتخطيط الجودة بشكلٍ كافٍ، ولكن في وقت لاحق يجب أن يكون المزيد من الوقت والمال لإزالة المشكلات التي تحدث في مرحلة التنفيذ. يمكن تلخيص أسباب التركيز على تخطيط الجودة في هذه النقاط:
• يؤثر تخطيط الجودة على مبدأ رضا العملاء
• طريقة تخطيط جودة المنتج هي سمة مهمة للقدرة التنافسية للمؤسسة
• تخطيط جودة المنتج هو الطريقة لمنع حالات عدم المطابقة أثناء تحقيق المنتج واستخدامه
• تنشأ معظم حالات عدم المطابقة في مراحل ما قبل الإنتاج، حيث تتحقق أنشطة تخطيط الجودة بشكل خاص
• إن إزالة حالات عدم المطابقة في مراحل ما قبل الإنتاج تتطلب أقل التكاليف وأقصر وقت
• من خلال استخدام إجراءات وأساليب تنظيم تخطيط الجودة، أثبت أنه استخدم جميع الوسائل لتحقيق رضا العملاء ولمنع عدم المطابقة
• نتائج تخطيط جودة المنتج تزيد من اعتماد العملاء على منتجات المؤسسة
يلخص جوران Juran خطوات التخطيط للجودة في السلع والخدمات فيما يلي :
1. تحديد أهداف الجودة: وتتضمن هذه الأهداف أهدافا رئيسية تنبثق من كل منها أهداف فرعية ينبغي العمل على تحقيقها حتى تتحقق الأهداف الرئيسية.
2. تحديد العميل: ويقصد بالعميل كل من يتأثر أو يؤثر في أهداف الجودة، والمستهلك هو أهم عميل يتأثر بها، ويؤثر فيها الموردون من العملاء الخارجيين ،وكذلك المنتجون من العملاء الداخليين.
3. تحديد احتياجات العميل: إن لكل عميل احتياجات فيما يتصل بالجودة ينبغي توفيرها، وهذا هو المعيار الرئيسي للجودة.
4. تحديد ملامح المنتج أو الخدمة: تلك الملامح التي يجب أن تناسب احتياجات العميل، وتعتبر مرحلة التصميم من أهم المراحل التي يتم فيها تحديد ملامح المنتج أو الخدمة التي يجب أن يراعى فيها احتياجات السوق والاعتبارات القانونية.